خوف التفويت
اتكأت على التنبيهات لأتجنب خوف التفويت (Fear of missing out) الذي عشّش لسببٍ ما على كتفي متأخرًا، بعد سنتين من العمل من المنزل.


تخيل أن تكون جزءًا من بيئة عملٍ مختلفة، بفريقٍ داعمٍ لمساهماتك ومبادراتك، مُبدع لا يشغله إلا ما يشغلك كل يوم، تقديمُ محتوى جديرٍ بالمتابعة. كل هذا وأنت تشتغل عن بُعد؟
لن أنكر بأن طبق البقلاوة الفجائي احتفالًا بنجاح حلقةٍ أو مزحة داخلية يلقيها ثمود فيضحك منها الجميع، تفاصيلٌ تمنيّت لو لم أفوّتها. من له أن يرفض قطعة حلاوة في فسحة الغداء على أية حال؟ لكني لوقتٍ طويلٍ شعرتُ دائمًا بأني أفوّت شيئًا أهم.
لا أظنني تركت زميلًا سألني كيف هو العمل من المنزل، إلا وأجبته بأن اختفاء التنبيهات من بيسكامب يبث فيّ شعور «أبوكاليبس». فعلى عكس ثمود، اتكأت على التنبيهات لأتجنب خوف التفويت (Fear of missing out) الذي عشّش لسببٍ ما على كتفي متأخرًا، بعد سنتين من العمل من المنزل. لم أغيّر ظهور التنبيهات من أرقام إلى نقطة حمراء مُبهمة، واكتفيت بتحديد وقتها خلال ساعات الدوام.
احتجت بعض الوقت لأفهم أن ما أخاف تفويته المرئيات، تلك الملاحظة اللحظية التي كانت لتصنع الفارق، والتوجيه لما يطمئنُني بأني أقدم ما هو متوقعٌ مني، أو الانطباع الأول عن فكرة تفتح نقاشًا مُلهمًا.
حينما وُثق فيّ لتسلّم مسؤوليات جديدة، وعلى رأس فريقٍ يعمل معظمه هو الآخر عن بعد، وربما يشاركني نفس مخاوفي، عرفت بأن تجاوزها عملية تشاركية. فأن تكون على رأس فريقٍ يعني أن تتخفف من فكرة استمرارية العمل مهما كانت الوسيلة، حتى تُشغِر مكانًا لمسؤولية ضمان استمراريته بأفضل شكل. كيف أبلغ فريقي بالرؤى والتحديات التي تنتظرنا، وأشركهم في الصورة الأكبر؟ كيف أعهد بالمسؤوليات بما يمَكِّن إمكانياتهم؟ وكيف أتفاعل بالشكل الأصح وبالقدر الأمثل؟
ما كُنت لأصف الخلاصة أفضل مما صاغها نوّاف بأن الخطأ «لن يختفي بمجرد خوفي منه، بل بتصالحي مع حتميّته.» تعلّمت تقديم المرئيات وطَلبها باستمرار، فلا يكفي أن تشير للبسٍ دون أن تُساهم في إيجاد الحل. ووجدت في رَمزيّ الشعلة والتصفيق التي نوزّعها على بعضنا كلما شطبنا قائمة المهام آخر الدوام تشجيعًا، وفي الرسائل العَرَضية اللطيفة كثيرًا من الطمأنينة.
أما عن طبق البقلاوة وعربة الأيسكريم وقائمة المزحات الداخلية والألقاب الخاصة، فتِلك أجمعها لأطالب بحقي فيها قريبًا.


ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.