سنة ونصف بين النصّابين

عندما بدأت العمل على مشروع احتيال في منتصف 2020، كانت الخطة أن أنتج حلقةً في بودكاست أصوات. وكان واضحًا أنها ستأخذ وقتًا طويلًا.

سبق أن كتبت في هذه النشرة عن وهم «الرواية العظيمة»، وهم المشروع الضخم الذي يصنع مجدًا أو يهدمه. كنت أجادل أن الطريق إلى الإجادة محفوف بالمشاريع المنتهية، أن الإنتاج والنشر المستمرين أفضل من التمسك المستميت بمشروعٍ ما رغبة الوصول إلى النسخة المثالية.

لماذا قضيت إذًن سنةً ونصف في العمل على بودكاست احتيال، الذي أطلقناه الأسبوع الماضي؟ الإجابة هي أنني متناقض. لكن أيضا الموضوع أعقد تكّة مما يُرى.

عندما بدأت العمل على المشروع في منتصف 2020، كانت الخطة أن أنتج حلقةً في بودكاست أصوات. وكان واضحًا منذ البداية أنها ستأخذ وقتًا أطول من المعتاد. حتى تلك اللحظة كنت قد أنتجت أكثر من 30 حلقة بودكاست سردية، كانت قصصها متوفرة عند شخص ما. عند خبير مثل منصور العساف في أشياء غيرتنا، أو عند صاحب التجربة نفسه مثل الدكتورة سارة العبدالكريم في افتتاحية أصوات.

أما «احتيال»، فكانت القصة مبعثرة في أماكن متعددة. ما الذي يحدث بالضبط في هذا العالم؟ تختلف الإجابة باختلاف من تسأل، فكان لا بدّ من البحث والتروّي. في نهاية تلك السنة، عندما توسّع العالم وتحولت الحلقة إلى سلسلة خاصة، كنت أعتقد أنني سأنهي إنتاج كل الحلقات قبل رمضان. بالطبع استمر العمل لمدة سنة أخرى قبل اكتمال الصورة.

خلال تلك السنة هُدّد المشروع عدة مرات بالتحوّل إلى مشروع حُلم، إلى شيء ضخمٍ يستمر بالتوسع إلى ما لا نهاية. ما أنقذه -بجانب فريق الإنتاج الذي لا يرحم- هو دخول أشخاص آخرين إلى المشروع في أوقات متفرقة. الوليد وسمر في البداية، ثم سحر وثمود وأيمن وغيداء، وأخيرًا مشاري وأحمد وميسم، الثلاثة الذين حملوا هذا المشروع من الظلام إلى النور. كل هؤلاء الأشخاص ساعدوني في معرفة الأماكن التي تحتاج بحثًا وانتظارًا أكثر، والأماكن التي تحتاج جهدًا إنتاجيًا.

بطبيعة الحال، وحتى كتابة هذه التدوينة، لا تزال هناك رغبة في الإصلاح والتعديل. ليس من السهل بعد سنة ونصف أن تفقد السيطرة هكذا تمامًا.

لكني كذلك أشعر بالرضا، وبالرغبة في بدءٍ رحلة أخرى، أكثر ضخامةً وطموحًا.

النشرة السرّية
النشرة السرّية
أسبوعيّة، الأحد منثمانيةثمانية

ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.