الحلول ليست دائمًا حلًا

أبحث عن الدروس، عن النصائح القابلة للتطبيق، عن الحلول التي ساعدتني على تخطي صعوبة ما. بينما الواقع، هو أن أشد الصعاب كان حلها البسيط: الصبر.

مع هذا الصباح، دعني اسألك: هل تشعر بأن هناك شيئًا سيحسن حياتك، بينما أنت عاجز عن فعله أو الالتزام به؟

أصبحت أشعر مؤخرًا في حديثي مع أصدقائي، الذين يتقاطعون مع جمهور هذه النشرة في شبابهم وطموحهم، أن الجميع يسير وفوق ظهره كومة من «الحلول»، كومة من النشاطات والأفكار التي يؤمنون بأنها ستداوي جراحهم الخفيّة، وهي كومة باعها لهم صناع المحتوى والمشاهير في المقام الأول.

بعض هذه الحلول سحرية، نشاطات بسيطة تعد بأنها ستغير حياتك جذريًا: التأمل صباحًا، المشي نصف ساعة يوميًا، كتابة المذكرات. ثم تتدرج في التعقيد والصعوبة: قطع النشويات -أو اللحوم-، صوم الدوبامين، هجر وسائل التواصل الاجتماعي، دخول دورةٍ أو أخذ شهادة ما، الانعزال عن البشر لعدة أيام وتقييم النفس، وضع خطة خمسية وعشرية لحياتك، كأنك شركة أو دولة.

خلال السنوات الماضية، كنت أحمل هذه الكومة فوق ظهري أيضًا. وبالرغم من أن بعض هذه النشاطات كانت ستفيدني -لن يقتلني قطع النشويات مثلًا-، إلا أنها كانت في أصعب فتراتي حملًا إضافيًا لم أكن بحاجته. كانت فشلًا شخصيًا يضاعف من مشاعر الضياع والضيقة التي تواجه عددًا ضخمًا من الناس في مراحلهم التأسيسية، المراحل التي يخرج فيها الإنسان من منطقة راحته إلى المجهول. 

عندما أنظر خلفي، لفترات عدم الاستقرار المهنية والشخصية، تغريني القصص البسيطة، قصص مواجهة المشاكل، تقييمها، ثم حلها. أبحث في تجاربي عن الدروس، عن النصائح القابلة للتطبيق، عن الحلول التي ساعدتني على تخطي صعوبة ما. بينما الواقع، هو أن أشد الصعاب كان حلها البسيط: الصبر. الوقوف ساكنًا، في وجهة موجات من الحزن والغضب، ومحاولة عدم السقوط.

تغرينا جميعًا القصة الغربية التي تقول أن لكل مشكلة حل. كما يعالج طبيب الجسد جسدك، يعالج طبيب الأرواح كيانك، وتقنياته ستحل عقدك وصدماتك. بينما الحقيقة هو أن بعض الأثقال لا مفر من حملها، كل ما تستطيع تأمله هو أنها ستخف.

ومنها هذا الثقل نفسه، ثقل الحلول التي لا تحل. ستحملها هي أيضًا كما تحمل غيرها، وستخف.

النشرة السرّية
النشرة السرّية
أسبوعيّة، الأحد منثمانيةثمانية

ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.