كبير الخيّالة محمد الحقيل: امتطاء الخيل هو امتطاء للقلق
يؤمن العم أبو عبد الرحمن، أننا الآن أحوج لرياضة ركوب الخيل، ويشهد مردودها العصبي والنفسي على نفسه، حيث قضى معظم أيامه خلال الأربعين عامًا الماضية في الإسطبل.
يحدث أن أرى مزارعًا أو تاجرًا أو شخصًا عاديًا وأقول: هذي قصة لا بد من تحويلها إلى فلم! مثل فلم بشير «ظرف ساعة».
ويحدث أيضًا أن نحدد موضوعًا أو «سالفة» وأبحث لها عن «فلاني»، مثلما صار سابقًا في فلم «عم عواد» بين البحر والطرب الينبعاوي.
في ينبع احتاج البحث عن «الفلاني» يومًا واحدًا، وبمجرّد أن سألت قالوا: «سالفتنا هنا عم عواد! عانه».
في هذا الفلم مع أبي عبدالرحمن، محمد الحقيل، كان الموضوع أعقد وأصعب وأطول، قبل أبي عبدالرحمن جلست مع أربعة أو خمسة أسماء بعد البحث عنهم، ما فيهم قصور، لكن كانت في بالي زاوية ما قدرت أن أصيدها: ما طبيعة العلاقة مع هذا المخلوق؟ كيف يكون شكل الحياة معه وعنده؟ يمكن أن السر تجلى حين قال: «يعجبون من صبرنا على الخيل؟! لا، العجب في صبرها علينا!» هذا الارتباط هو قصتنا.
«وش تستفيد الناس لا عرفت عمري؟ ولّا شغلي؟ لا لا، سالفتنا الخيل». يقولها أبو عبدالرحمن لما سألته عن بدايات تعلقه بالخيل وكم كان عمره؟ ما ظهر منه أي جانب شخصي، كان واضحًا أنه يهرب من الأسئلة الشخصية، وهذا على قدر ما هو صعب ومتعِب فهو ذو قيمة وعلامة على فكرة «أنا سالفتي الخيل، لا تسألني عن أي شيء ثاني غيرها».
«وش علاقة ضغط الماديات علينا اليوم وضرورة هروبنا للهوايات الطبيعية»؟ هذا كان أبدع ربط أفكّر فيه اليوم ويجيب عنه أبو عبدالرحمن.
محمد الحقيل بحر، ومن ذا يقيسه؟ بودّي لو قدرنا أن نخرج بفكرة عن الطريقة والفلسفة التي يتّبعها في الركوب والتعليم وعلاقته بالخيل.
مشاهدة ممتعة.
وثائقيات «فلان» عن الإنسان المحلي وارتباطاته بالعالم من حوله.