كارثة مواقع الملابس الرخيصة
أيش قصة هذه المواقع، وليش غلط تطلب منهم الآن؟
في عالم اليوم لا يمكن أن نتحدث عن عالم الصناعات دون أن تستذكر الصناعة الأكثر قربًا واستخدامًا عندنا وهي صناعة الملابس. حيث نجدها مؤخرًا بشكل واضح في مواقع الإنترنت المتخصصة في بيع الملابس، التي تتميز بخياراتها اللامحدودة المحاكية للعديد من تصاميم العلامات الكُبرى، بأسعار قليلة وجودة رديئة تجبر الكثير من العملاء على العودة للشراء خلال فترات قليلة.
هذي الملاحظة الكبرى والعامة على هذا الشكل الجديد من صناعة الملابس جعلتنا نتساءل عن سياقها الفعليّ، وهو:
لماذا هذه المواقع تبيع منتجاتها بأسعار متدنيّة؟
إذا عدنا إلى تاريخ الموضة بشكل واسع فسنجد أن محطاتها التاريخية هي التي رسمت خطوط الموضة وأقسامها في عالم اليوم. ففي السابق كان خط الموضة عبارة عن خط بطيء في التصنيع ومعالجة الأقمشة الطبيعية واختيارها، وابتكار الأفكار التصميمية الفريدة، ودراسة الخطة التسويقية لإطلاق الملابس.
لكن مع اكتساح فكرة المجمعات التجارية (المولات) تحديدًا مع مطلع التسعينيات بدأ خط الموضة الجديد الذي يُعرف بالموضة السريعة الخطَّ السريع في الإنتاج المتميز بتوسط جودة أقمشته، والأهم ألّا يحتاج تصاميم جديدة؛ لكونه يحاكي تصاميم الموضة البطيئة، لكن مع عام 2010 بدأ الخط الجديد كليًّا المتمثل في مواقع الملابس على الإنترنت، وهو خط الموضة الفائقة السرعة، خط يتميز بتدنيّ بجودته ورخص أسعاره وعدم حاجته إلى ابتكار أي فكرة تصميمية؛ لكونه يحاكي تصاميم خطوط الموضة الأخرى.
وكما هو الحال في عالم السرعة فإن خطوط الموضة السريعة بكل شقّيها قائمة بشكل رئيس على فكرة «العمالة غير الأخلاقية» التي تضمن سرعة الإنتاج؛ فهذه العمالة توظَّف في أماكن عمل غير مهيأة للعمل، وتعمل ساعات طويلة، والأسوأ أنها تفتقد عقود عمل تضمن حقوقها الوظيفية.
في هذه السياقة حرصنا أن نعرض القصة ونفصل من خلالها هذا القطاع منذ بدايته حتى الكوارث الحقيقية الناتجة من سرعته.
نتقاطع مع كثير من المفاهيم والظواهر يوميًّا؛ فتولّد أسئلة تحتاج إلى إجابة، وفي «سياق»، نضع هذه الأسئلة في سياقها الصحيح.