ليش يعتمد العالم على توقيت قرينتش

كيف أصبحنا نعرف وقت الدول؟ وليش يختلف الوقت بين الدول أصلًا؟

في سياق

لطالما عقّدني الوقت، وبالأخص في محاولتي فهم المنطق لوجوده.

واحدة من محاولاتي برزت في أثناء اجتماع من اجتماعات «‌سياق» للمواضيع القادمة، فبعد عصفنا لأفكار جديدة، والسكون إلى فكرة: «ليه يختلف الوقت بين الدول؟» — قبل القفز للاستنتاج، وقفت دقيقة، وفكّرت: صدقًا، لماذا يختلف الوقت؟ فالمنطقي والسهل أن بُعد الدول عن بعضها سبب وجيه لاختلاف الوقت، فأمريكا تتأخر عنّا باثنتي عشرة ساعة تقريبًا، لكن الشيء غير المنطقي، أن بعد البحث السريع وجدت أننا نشترك في التوقيت نفسه مع روسيا، الدولة الشاهقة في شمال أوربا، ونختلف عن التوقيت مع دولة مجاورة لنا مثل الإمارات.

هنا بدأت شرارة لم تخمد إلا وقت كتابتي لهذه المقالة؛ بعدما انتهت السياقة من نسختها النهائية.

وقد مرّ عليّ قديمًا السبب المسؤول عن هذا الاختلاف، لكنه مُحيَ من ذاكرتي لتقادمه، وهو خطوط الطول التي درسنا عنها في المدارس قبل سنين عديدة، فكوكب الأرض مقسّم إلى 360 خطّ طولٍ -افتراضيّ- متساوية المسافة فيما بينهم، وتحديد الوقت الزمني لكل دولة يكمن في موقع عاصمة الدولة، بالاستناد إلى موقع خطِّ طولها في الكوكب.

وحتى أقولها بطريقة مفهومة واضحة: الرياض -كما موسكو- تقع في خط الطول رقم ستةٍ وأربعين يمين قرينتش، وقرينتش كونها المرجع الزمني للعالم؛ انبثق منها مفهوم الخطوط الزمنية، فكل خمسة عشر خط طول يمثّل منطقة زمنية واحدة، فما يقع يمين قرينتش تزيد الساعات عنها، والعكس على يسارها.

أعود إلى الرياض؛ كونها في خط الطول رقم ستةٍ وأربعين؛ هذا يعني أنها في المنطقة الزمنية الثالثة، أو تزيد ثلاث ساعات عن قرينتش، الأمر عينه الذي يحصل مع موسكو.

خطوط الطول فوق مقر ثمانية في الرياض
خطوط الطول فوق مقر ثمانية في الرياض

أما دبي فموقعها من حيث خطوط الطول فهو في الخط رقم خمسة وخمسين مما يجعلها في المنطقة الزمنية الرابعة؛ أي تزيد أربع ساعات عن قرينتش، وتزيد ساعة عن الرياض.

هذه الأرقام والمعادلات البسيطة، ملأت فضولي وأشبعته، ونصيحتي بعد هذا الحديث، لسردٍ أمتع ومعلومة أجمل؛ اترك المقالة، وشاهد السياقة.

سياق
سياق
منثمانيةثمانية

نتقاطع مع كثير من المفاهيم والظواهر يوميًّا؛ فتولّد أسئلة تحتاج إلى إجابة، وفي «سياق»، نضع هذه الأسئلة في سياقها الصحيح.