ليش تحس طبخ أمك ألذ شيء في العالم

لماذا تختلف أذواقنا في الأكل؟ اعرف السبب قبل أن تتنمر في المرة القادمة على أحد بسبب ذوقه في الأكل.

في سياق

حينما أتناقش مع العائلة أو الأصدقاء بما يخص الأكل، يُدهشني اختلاف أذواقنا! لماذا عندما نتذوّق الطبق نفسه تختلف الآراء بشأنه؟ فهناك من سيجده لذيذًا شهيًّا، والآخر سيراه سيّئًا!

يتجاوز الأمر ذلك، ففي بعض النقاشات نجد أن البعض يرى أن الطبق كان مالحًا أو حلوًا بشكلٍ مبالغ فيه، بعكس رأي البقية ، فكأن كلٌّ منا قد اختار طبقًا مختلفًا.

خمّنت أن هذا التفاوت في الآراء ليس إلا مسألة تفضيلات شخصية، ولكني تفاجأت -بعد البحث- أن الذوق في الأكل ليس عشوائيًّا كما هو في الفن مثلًا، بل يعود الأمر بالمقام الأول لأسباب جينية، أهمها وجود جين «TAS2R38» المسؤول عن تذوّق المرارة، والذي يرث كل شخص نسختين منه، وتحدّد أنواع هذه النسخ حساسية التذوق لدينا. 

من هنا صنّف العلماء الناس إلى المتذوقين الخارقين، والمتذوقين العاديين، وغير المتذوقين. وذلك بناءً على الاختلافات الجينية في القدرة على التذوق، فالمتذوقون الخارقون أكثر حساسية للنكهات؛ وهذا ما يجعلهم أكثر انتقائية في الأكل، وهذا على العكس من غير المتذوقين الذين يميلون لزيادة النكهات لضعف قدرتهم على التذوق، أما المتذوقون العاديون فيشكلون مزيجًا بين النوعين لإحساسهم المتوسط بالنكهات.

شعرت وكأن مصباحًا أضاء في رأسي -تمامًا كما يحدث في أفلام الكارتون- فحين قرأت وصف أنواع المتذوقين استطعت تصنيف معارفي وفقًا لتفضيلاتهم بالأكل؛ مما أجاب على تلك التساؤلات التي كانت تخطر في ذهني أثناء كل وجبة جماعية.

في هذه الحلقة من «سياق» نأخذك في رحلة تكوّن ذوقك في الأكل، والتي تبدأ قبل ولادتك حتى لحظة اختيارك لآخر وجبة أكلتها اليوم.

سياق
سياق
منثمانيةثمانية

نتقاطع مع كثير من المفاهيم والظواهر يوميًّا؛ فتولّد أسئلة تحتاج إلى إجابة، وفي «سياق»، نضع هذه الأسئلة في سياقها الصحيح.