هل تفكّر ببيع ذائقتك الشخصية؟ 👍🏻
زائد: كيف تظل على تواصل مع زملاء وظيفتك السابقة؟☎️
من تحديات الانتقال إلى وظيفة جديدة الحفاظ على معارفك من وظيفتك السابقة، لأنَّ ببساطة الوقت بالكاد يكفي تخلَّص يومك على خير. ولأنك قد تحتاج مستقبلًا إلى معارفك السابقين، ولا تريد أن تطب عليهم بالباراشوت بعد سنوات من الانفصال، هذه نصائح من راي سميث لجدولة التواصل المديد مع زملائك السابقين:
زميلك القريب: تواصل شهري
مديرك: تواصل ربع سنوي
زميلك من فريق آخر الذي تمزح معه في الممر: مرتين سنويًّا
الزميل الذي يسلم عليك في الممر ويسأل عن حالك: رسالة واتساب في كل عيد.
ولا تنس: هذا التواصل قد يحل مشكلة في المستقبل.📆😌
هل تفكّر ببيع ذائقتك الشخصية؟
في حديثٍ مع أحدهم، سألني لماذا لا «أصير شاطرة» وأحوّل حسابي في إنستقرام إلى حساب توصيات للكتب؟ فأنا أقرأ كتبًا خارج نمط التوصيات السائد، وأشارك في الستوري لمحات من قراءتي إياها وانطباعي عن المكتوب فيها. وهذا من شأنه أن ينعكس إيجابًا على توسيع قاعدة المتابعين، وعلى بناء سمعتي الأدبية ومبيعات روايتي وترجماتي.
وعاتبني أني بتمسكي بنمطي الشخصي غير الممنتج في عرض قراءاتي على الحساب، وعدم مواظبتي عليه بشكل دوري، أضيّع فرصة تحويل ما أقول إلى منفعة حقيقية.
لكن مشكلتي أنَّ هذا الحساب، ولسنوات عديدة، كان ملاذًا شخصيًّا لي من كل الضغوط والتوقعات العالية والهوس بالنتائج المثالية وتعليقات الأغراب المستفزة، مع قاعدة من المتابعين الأصدقاء لم تتغير أو تتوسع إلى حد كبير منذ أعوام. أقرأ كتابًا، وأشارك ما فيه إما قراءةً للقصائد بعد ترجمتها، أو مشاركة أفكار واقتباسات منه بشكل عفوي. (أقرب ما يكون إلى العفوي لأني حتى إن كنت لا أحرص على المونتاج وضبط الزوايا، هذا لا يعني أني لا أمنتج من خلال إعادة تصوير المقطع ذاته كذا مرة، وأمثّل كأني أصوره للمرة الأولى.)
الناصح معه حق، فالآن ثمة صناعة مدرّة للأرباح ضمن مصنع المحتوى تحت مسمى «صناعة التوصيات» (recommendation industry). وهذه الصناعة مرَّت على مرحلتين: صناعة «التوصيات الخوارزمية»، بعدها، وموازٍ لها، «صناعة التوصيات البشرية». ويُفترَض بالمرحلة الثانية أن تأتي ردًّا على طغيان المرحلة الأولى، وإنقاذًا للذائقة الشخصية من التسطيح.
في كتاب «عالم الفلتر: كيف سطَّحت الخوارزميات ثقافتنا» (Filterworld: How Algorithms Flattened Culture)، يعرِّف الكاتب كايل تشايكا «عالم الفلتر» بأنه العالم حيث تسيطر خوارزمية التوصيات على بوابة الثقافة: فلا يمر منها سوى المحتوى الجاذب لاهتمام العامة ونقرات الإعجاب، والذي غالبًا ما يكون محتوى بسيطًا وتافهًا والأقل إثارةً للتفكُّر والأقل إزعاجًا وتحديًّا. والنتيجة، تتسطَّح الذائقة الشخصية الفريدة، وتتحوَّل إلى ذائقة مكررة مملة متجانسة.
في هذا العالم الثقافي الممل، بدأت تفور الرغبة في معرفة توصيات بشرية تكسر هيمنة خوارزمية التوصيات والشركات والمشاهير. وهكذا بدأت مرحلة «التوصيات البشرية»، التي تعتمد كليًّا على مشاركة الفرد توصياته في حساباته اعتمادًا على الذائقة الشخصية غير الخاضعة لمفهوم التصنيع.
لربما بدت المرحلة الثانية الثورية في بدايتها ضربةَ قاصمة ضد شركات التقنية وخوارزمياتها، لكن الرأسمالية دومًا تجد طريقها في تحويل أي تعامل شخصي إلى مصدر دخل (monetization).
ويضرب كايل تشايكا في مقاله «الابتذال في ثقافة التوصيات على الإنترنت» (The Banality of Online Culture) مثالًا على ذلك بالتطبيق الشهير (Letterboxed)، الذي وعد بأن يكون منصة اجتماعية تعتمد على مراجعات الأفلام الشخصية. بحيث يعرف «أصحابك» ما الذي شاهدته وعجبك، وتكون مرجعًا لهم في خيارهم التالي للفلم بدل اعتمادهم على الخوارزميات، أو اعتمادهم على النسبة المئوية لإعجاب مليون شخص في موقع «روتن توماتوز»، مليون لا يتشاركون معهم ذائقتهم الشخصية كما يتشاركونها مع صاحبهم.
ومع الوقت، تحوَّل التطبيق إلى ما يشبه «روتن توماتوز»، من حيث طغيان الذائقة السائدة وعناوين الأفلام المكررة على الذائقة والاختيارات الشخصية.
التأثير الرأسمالي لا يقف هنا؛ فمع ندرة «الذائقة الشخصية»، تحوَّلت هذه الذائقة إلى بضاعة مرغوبة فيها. فإذا كانت ذائقتك مميزة (وتتمتع بشخصية مميزة وجذابة) فهي الآن رأس مال مشروعك: افتح حسابًا أو موقعًا أو نشرة بريدية، وحوِّل هذه الذائقة إلى منتج تبيعه على الآخرين، الذين يودون تقليد ذائقتك أنت خصيصًّا والسير عليها، لا مجرد استلهام خيارات منها، أو اختيار ما يتناسب منها مع ذائقتهم.
لذا، أكرر، الناصح معه حق. ومشاركة التوصيات، حتى إن كانت تجلب المنفعة على صاحبها، فهي أيضًا تنفع الآخرين، وتمنحهم فرصة الاطلاع على تجربة ثقافية ما كانت ستخطر على بالهم، ولا كانت ستشاركها إياها الخوارزميات، لولا مشاركتك توصيتك بها. أنا نفسي استفدت للغاية من مشاركة الآخرين توصياتهم الشخصية في تطوير ذائقتي الشخصية.
لكن في حسابي على الإنستقرام، للوقت الحالي، أود الاحتفاظ بمتعة مشاركة ما أقرأ دون ضغط تصنيع التوصيات والإنتاج والمنافع الأدبية والمالية. أريد أن أترجم القصيدة التي أحببت فور قراءتها، وأشاركها على قلة قليلة جدًّا من العالم الذين يستهويهم الشعر، وأعرف يقينًا أنهم لن يسارعوا إلى شراء الكتاب، لأنها لم تكن توصية، بل لحظة جميلة عابرة، ومرَّت.
شبَّاك منوِّر 🖼️
تستميلني الأعمال التي تحمل طابعًا إنسانيًا، تلك التي تُشعِرني بالتوتر أو عدم الراحة، أو تستحث فيني الخوف والتساؤلات. ليس لأن هذه مشاعري المفضلة، ولكني أُدهَش من مقدرة الفن والفنانين على التحكم بردود أفعالنا ومشاعرنا بقطعة قماش وألوان. وهذا ما جعلني أختار فنان اليوم 😌
الفنان الإكوادوري أوزوالدو قواياسامين، أحد أهم فناني أمريكا اللاتينية، عاش طفولة صعبة لكونه أكبر أطفال عائلة فقيرة وكبيرة. والدته من دفعه لاكتشاف هوايته، ولكنها توفيت في طفولته مما ترك صدمة أثرت فيه طيلة حياته. فشل في الدراسة بينما نجح في عالم الفن من سن الواحدة والعشرين، ولاقى دعمًا كبيرًا، وعُرِف بانخراطه في قضايا شعبه وعدم خشيته من اقتحام السياسة بفرشاته وآرائه. 🖌️🖼️
بدايات مسيرته كانت رغم نجاحها تجريبية، إذ لم يستقر على أسلوب أو مدرسة. فجرب التكعيبية والسريالية، مع تأثره بالفن الأوربي الحديث وثقافته اللاتينية، وكانت أولى لوحاته المؤثرة بعنوان «Los niños muertos» والتي رسمها بعد مقتل صديق طفولته في إحدى المظاهرات. ومن هنا نلاحظ تأثُّر أوزوالدو بكل ما يحدث حوله، واستلهامه من أحداث حياته ومجتمعه دون إجبار نفسه على إيجاد الإلهام. 😢❤️🩹
لاحقًا بدأ العمل على مجموعات تنوعت بين إلهامات طفولته وصراعات شعبه، فكان أحدها بعنوان «عصر الغضب» التي كانت تمثيلًا للفقر والظلم الذي عاشه الإكوادوريون. وركزت على ملامح الناس بأسلوب يميل للتكعيبية مدموج بأسلوبه الخاص، مع استخدام ألوان داكنة أو أساسية كالأزرق والأحمر للتصريح بالمشاعر. كما رسم سلسلة أخرى بعنوان «عصر الحنان»، والتي استوحى بعضها من طفولته كلوحة «الأم والطفل» التي استخدم فيها ألوانًا دافئة تعكس العلاقة الأمومية الحانية، ورسم ملامح لوحاتها برقّة أكثر. 👩🏻🍼💙
مجموعة «عصر الغضب» هي ما أثار اهتمامي، لتركيز أوزوالدو فيها على التعبيرات بالملامح، خاصة العيون وما تحمل من داخل الروح، وعلى اليدين باعتبارهما أداة تعبيرية أساسية للبشر وأوضح الدلائل على شقاء الفرد. فكل لوحة تحمل نظرة معينة تعكس عذاباتها ومعاناتها، وكل يد تعبر عن حاجتها وأساها. 🫳🏻😠
ولكن لوحتي المفضلة هي «Napalm» بخلفيتها الحمراء الداكنة، لون الغضب والألم، والعيون التي تصرخ أسى وعجزًا، وفم نصف مفتوح وكأنك ستسمع صرخة خافتة تنقطع في منتصفها لهول ما ترى. 👁️✋🏽
🧶 إعداد
شهد راشد
لمحات من الويب
«تعلَّم كلا الأمرين: كيف تتقبَّل الرفض، وكيف ترفض القبول.» راي برادبري
لماذا ألعاب الفيديو تتضمن مشاهد المشي في ممرات ضيقة؟
لو شعار قوقل صُمِّم في الثمانينيات، كيف سيبدو شكله؟
تركبوني معاكم؟
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
تصوَّر لو كان الكوب الوردي متاحًا للبيع أونلاين من متجر المقهى، هل كنا سنشهد تلك الطوابير الطويلة؟ 💖
كنت أعتقد بأنني ربما أنجو من فخ الاصطناع لكنني اكتشفت أن كثرة التواصل عبر تطبيقات الدردشة أودت بي في النهاية إلى دائرة الوحدة المغلقة. 😔
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.