لماذا ضحكت على نشرة هاهاها؟ 🤣
زائد: زوكربيرق يروّج لعصر الصداقة الجديدة


هل لاحظت انخفاض مشاركاتك في منصات التواصل الاجتماعي؟
هذا الانخفاض هو نوع من أنواع «الاحتراق العاطفي»، والذي أصاب نسبة عالية من مستخدمي المنصات المنتمين إلى جيل الألفية (اللي هم جيل الطيبين). وإذا أنت لاحظت، زوكربيرق أيضًا لاحظ، وبدأ يروّج بقوة لعصر الصداقة الجديدة إلى قاعدة مستخدميه الأوائل والأكبر سنًّا: «الصداقة مع الذكاء الاصطناعي»!
تعتمد خطة تسويقه على أنَّ الذكاء الاصطناعي لا يعكّر مزاجك، ويساعدك على أداء مهامك، ويمدح فيك ليل نهار، وبوسعك قضاء وقت طويل معه على الشاشة كما اعتدت مع منصات التواصل.
فالسؤال: هل سيستطيع زوكربيرق إتمام بيعته على الناس، أم سيلحق به نحس «الميتافيرس» وينحس الذكاء الاصطناعي ويعطّل دربه؟😎
في عدد اليوم، تدوينة ذات طابع فلسفي عن السخرية في نشرة هاهاها! ونتأمل مع شهد راشد ثلاث بورتريهات شخصية تتبدَّل فيها الأحوال. ونعرف السبب وراء تمسّك الأميش بالدراجة الإلكترونية، وكيف كانت الطفولة في بيت الجدة. 👧🏻
إيمان أسعد

لماذا ضحكت على نشرة هاهاها؟ 🤣
لأني أعمل عن بعد، وأميل إلى الانطوائية، يصعب عليّ مشاركة ثمانية في احتفالاتها الكبرى. فأنا بالكاد أحتفل باللحظات المهمة في عائلتي. ويحدث أن تمرّ لحظات مهمة في حياة إخوتي دون أن أعرف عنها شيئًا، لأني ببساطة أقضي معظم نهاري أعمل في استوديو الكتابة في حوش البيت. لذا لم أشعر بالارتباط القوي بخطوة استحواذ ثمانية على «كوميدي بود» وإطلاق «مخرج ثمانية» إلا حين وقعت عيناي على منشور نشرة هاهاها!.
في أثناء التصفح السريع، فوجئت بمنشور لثمانية على إنستقرام بعنوان «تجربتي مع قلّة الأدب!» وعلى غلافه رسمة رجل يضحك واقفًا بوضعية الشجرة. في تلك الوهلة الأولى، في تلك اللحظة من الالتباس قبل أن يستوعب الدماغ تمامًا حقيقة ما يراه، ظننته عددًا من نشرة أها!؛ فالغلاف، من طريقة كتابة العنوان إلى فكرة الموضوع إلى الرسمة، يماثل هوية النشرة وشخصيتها.
وفي لحظة الإدراك تلك ضحكت من قلبي، وهذا الضحك ازداد مع تحريك الكاروسيل إلى الشرائح التالية. والضحكة الأعلى كانت في الشريحة ما قبل الأخيرة التي تقول «خلص التأمل ولا جاوبت السؤال»، لأنها ذكرتني برأي قارئ على تدوينة شخصية تأملية كتبتها في النشرة 🫣.
ما يجعل نكتة «نشرة هاهاها!» من أصدقائنا في «مخرج ثمانية» مضحكة أنها لم تنافِ حقيقة نشرة أها!، بل أكدتها. وهذه هي مهمة السخرية، وسبب احتياجنا إليها.
في كتاب «لا أملك إلا المسافات التي تبعدني»، يكتب عبدالسلام بنعبد العالي مقالين عن السخرية، الأول بعنوان «السخرية ومسألة الحقيقة» والثاني بعنوان «الرسوم المتهكمة..والرسوم الساخرة». وفي مستهل مقاله الأول يعرّف بنعبد العالي خصائص الموقف الساخر، قائلًا (بتصرف بسيط):
«اللعب، الالتباس، النسبيَّة، التفاهة، اللايقين: جميع هذه الخصائص المؤسِّسة للموقف الساخر تتنافى مع دعائم المفهوم التقليدي عن الحقيقة. لذلك فلا يمكن للسخرية أن تقوم إلا مقاومَةً لهذا المفهوم...ولطالما ارتبطت الحقيقة بالوضوح والوثوق في طابعٍ من الصرامة والوقار، أما الموقف الساخر فما يميزه هو تواضعه.»
أوقفتني هذه العبارة «فما يميز الموقف الساخر هو تواضعه»، لأنَّ هذا هو الإحساس الأول الذي انتابني بعد الضحك: التواضع. فأنا ممن يحلو له التعامل بجديّة مفرطة مع كل شيء في حياتي، وعلى الأخص ما يتعلَّق بعملي. وهذا التعامل الجديّ المفرط يعني أنَّ عملي يتفوق بأهميته على كل ما سواه في حياتي، يتفوق على مشاركة لحظة عائلية أو السؤال عن صديقة. وهذه الجدية المفرطة تعني في وجهٍ من وجوهها تعظيمًا للذات.
هذا لا يعني أني سأتعامل مع عملي باستهتار؛ فعبدالسلام بنعبد العالي ينفي عن الساخر دعوته إلى الاستهتار. ما يريد الساخر أن يلفت نظرنا إليه هو مدى تعقُّد الأمور، وكيف أنَّ التعامل بوقار كاذب وجديَّة مفرطة مع هذه الأمور ومحاولة فهمها يعمينا عن رؤية تعقيدها، بينما السخرية تكشفها بوضوحٍ لنا.
لنأخذ مسرحية عبدالحسين عبدالرضا «فرسان المناخ» مثالًا؛ فهي تكاد تكون من أهم المصادر المحدودة التي توثِّق مرحلة حساسة في الاقتصاد الكويتي، ويعود الباحثون إليها في دراساتهم، رغم كونها مسرحية كوميدية من أولها إلى آخرها. والأمر ذاته ينطبق على مسلسل «طاش ما طاش» الذي نجح على مرَّ مواسمه في توثيق مراحل مختلفة من تحولات المجتمع السعودي.
كذلك، تنقذنا السخرية من الانجراف وراء التهكُّم، وهذا ما يوضحه بنعبد العالي في مقاله الثاني الذي يقارن فيه بين السخرية والتهكم. فالمتهكّم وفقًا لبنعبد العالي يضع نفسه في مركز قوة، ويشعر أنه يتكلَّم ويكتب من موقع الحقيقة والخير والجمال، متعصبٌ لرأيه ولا يتقبَّل الآخر، لذا يحقّ له تصيّد زلات الآخرين ونقاط ضعفهم، ولا يرى نقاط الضعف والزلات في نفسه. وما يتمناه المتهكم أن يمحو الآخر ويرمي به خارجًا. وأكبر مثال على المتهكمين منشورات تويتر سابقًا و«أكس» حاليًّا.
أما الساخر فيتمتع بانفتاح على الآخر، ويزدهر في التنوّع، وهو لا يتصيَّد زلات الآخرين إنما يبرز اختلافهم وغناهم وما يميزهم. ومثلما يسخر الساخر من الآخر فهو يسخر من نفسه أيضًا، ويكسر بذلك الانطواء على الذات لديه ولدى الآخر.
ولهذا فإنَّ السخرية في الفكاهة والكوميديا فنٌّ من فنون الحياة وفلسفتها، لأنَّك لن ترى الحياة على حقيقتها إذا اكتفيت فقط برؤيتها على محملٍ جديّ طيلة الوقت. تحتاج من وقت إلى آخر إلى نشرة «هاهاها!»😁.


قليلًا ما أتوقف عند البورتريهات بصفتها أعمالًا فنيَّة تشكيلية. ربما شوّهت الكاميرات نظرتي تجاهها، ولكني سأقف عندها إن كانت تحمل شعورًا يجعلها مختلفة تمامًا عن صورة فوتوغرافية عادية، وهذا ما تتقنه فنانة اليوم. 👩🏻🎨
ولدت الفنانة الفنلندية هيلين شيرفبيك عام 1862. في الرابعة من عمرها كسرت وركها مما أثَّر في حياتها. وفي فترة علاجها وهي طريحة الفراش أهداها والدها قلمًا وأوراقًا، ومن تلك اللحظة أدركت موهبتها. تقول عن ذلك: «عندما تعطي طفلًا قلمًا، فكأنك أعطيته العالم». بعمر الحادية عشرة اكتشف أستاذها موهبتها ونالت منحة تعليمية في أكاديمية الرسم. وبينما شجعها والدها، اعترضت والدتها لأنَّ الفن يشغلها عن أعمال المنزل. ولكن شيرفبيك أثبتت موهبتها، ولاقت دعمًا مستمرًا من الدولة. 🇫🇮✏️
لم تكن موضوعات شيرفبيك مألوفة لدى الرسّامات آنذاك، فقد كانت تبحث عن معاني مقلقة في النفس البشرية، وتحفر خلف الشعور والأفكار وتتناول الصراعات اليومية للناس منذ بداياتها، خاصة وأنها عاصرت فترات تاريخية مرعبة. أولى رسماتها الشهيرة بعمر السابعة عشر كانت لجندي مُلقَى في الثلج إثر تعرضه لإصابة بالغة. 👨🏻🏭💐
جاءت أعمالها الأولى غزيرة التفاصيل مثل «The Convalescent» التي رسمتها بعد أن هجرها خطيبها. ترمز اللوحة للأمل والنجاة، إذ ترسم غصنًا ينمو وطفلة مريضة بخدين متوردين تراقبه بحماس، كأن شيرفبيك ترسل رسالة لنفسها بأنها ستعود مجددًا إلى حياتها بعد تعافي قلبها. وتتمتع لوحة «Mother And Child» بألوانٍ هادئة وتدرّجات ترابية وعناصر عديدة، مثل النافذة والقبعة والأزهار، تَشي بروتينية الحياة. يبدو كل شيء في اللوحة مموَّهًا خفيّ التفاصيل عدا الأم وطفلها، فهما أشد وضوحًا. وإذا تعمقتَ في اللوحة لن تشعر بحنان أو محبة، بل تتخيل الأم تسافر بهواجسها خارج اللحظة، ولا وجود لها إلا بجسدها. هذه اللوحة وغيرها تكشف علاقة شيرفبيك المعقدة بوالدتها.👩🏻🍼🪴
تغلب البورتريهات على أعمالها، وهي ما عُرفَت به وجعلها في مصاف الفنانين الكبار. نراها تنتقل إلى الاختزال والتجريد شيئًا فشيئًا، مع نزع كل ما من شأنه تشتيت تركيزنا على مشاعر الشخص. يمكنك أن ترى نمطًا واضحًا في شخصياتها، فمعظمها لا ينظر مباشرة للرسامة بل يجول ببصره، واختيارها للألوان باهتٌ وضمن تدرجات ترابية ورمادية، مع لمسات صريحة أحيانًا؛ كأنها تخبرنا أن الشخص الماثل أمامنا أكثر من مجرد لون، فهو روح علينا سبر غورها. مثالٌ عليها لوحة «Circus Girl» التي أخفت ملامح شخصيتها إلا من أحمر شفاه صارخ كأنها تشير إلى خيمة السيرك، وربما ترمز إلى نظرة الآخرين إليها بصفتها شخصية للتسلية فقط. 🎪🎨
أحببت أعمالها التي رسمت فيها بورتريهات شخصية، وتبرر شيرفبيك كثرتها بأنها العارضة الوحيدة المتاحة طيلة الوقت، ولكن يظن النقاد أنه تعليق مَرِح يحجبها عن الآراء الجارحة. تخبرنا هذه اللوحات عن مراحل حياة معقدة وثرية، فنرى عنفوان المراهقة في لوحة «Self-Portrait 1880 - 1884» التي تنظر فيها لنفسها مباشرة، تتحدى العقبات وتترقب مستقبلًا غامضًا. وفي نهايات الحياة، رسمت بورتريه قبل وفاتها بوقت قصير خلال إقامتها في المستشفى بعمر الثمانينات عنوانه «Self-Portrait with Red Spot» حيث اختفت النظرة الحادة والكبرياء الجريء، وحلّ النحول والتداعي مكانهما في تحول محزن، وفقدان للهوية مع معرفة مُرّة بالقادم. تقبع نقطة حمراء على الشفاه تخبرنا بأنها لا تزال حيّة، تُبدع وتتطلع إلى يوم آخر. 💄🖌️
يمكننا جميعًا الارتباط بهذه التحولات التي تصوّرها شيرفبيك، وبقدر ما نرتبط بها نشعر بالنفور منها؛ لأننا لا نريد مواجهة حقيقة تبدلنا من حالٍ إلى حال.🪞⏳
🧶إعداد
شهد راشد

«المجاملة هى النفاق الصغير...هي كالجحش بالنسبة إلى الحمار». توفيق الحكيم
لماذا قبيلة الأميش متمسكون بالدراجة الإلكترونية رغم امتناعهم عن التقنية؟
يكتب مورقان هاوسل، صاحب كتاب «سيكولوجية المال»، تدوينة عن الفرق بين النصيحة المالية الجميلة «اللي احتمال توديك بداهية» والنصيحة الجيدة التي لا تبدو لك جذابة لكنها تغنيك.
ودي أعرف كيف كانت طفولتك عند بيت جدتك.

الضحك في العمل ليس استراحة، ضرورة وظيفية.
لماذا عليك ألّا تستغني عن الخربشة على الورق؟


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.