هل تتمنى أن تكون ضمن الأربعين شبيهًا؟ 🧑‍🤝‍🧑

زائد: دفء اليقين بيوم عرفة

كلنا نحاول التميز بذوقنا في مظهرنا وتزيين مساحاتنا، ونختار القطع التي تشبهنا. لكن آخر هبَّة أخذت منعطفًا مميزًا بالفعل: وحوش مخيفة بقالب دمى، تعلقها على شنطتك أو تحتفظ بها كزينة على مكتبك أو غرفتك.👹 

هذا الوحش اللطيف اسمه «لابوبو» (LABUBU)، وكسَّب شركة الألعاب التي تبيعه «بوب مارت» 1.6 مليار دولار في يوم واحد! وانتشر بيننا بعدما رأيناه لدى الكثير من المشاهير، أولهم مغنية الـ«كي بوب» الشهيرة ليسا.  

فهل أصبحت رؤيتنا لما هو جميل تعتمد على ما يراه الآخرون جميلًا، وهل أصبحنا نسعى إلى التشابه في الذوق بدل محاولة إثبات تميّزنا ومعاكستنا التيار؟ 🧐 

في عددنا اليوم، وبالحديث عن التشابه، يوضح لنا محمود عصام كيف يستغل مؤثرو التواصل الاجتماعي المثل «يخلق من الشبه أربعين». وفي «خيمة السكينة» تذكّرنا أريج المصطفى بأهم ما نحتاج إليه في دعائنا في يوم عرفة. ونودعكم في «لمحات من الويب» بنصيحة من الفنانة تارا الدغيثر عن أهمية الاستلهام من أساطير الأجيال السابقة، ونعرف ليه كل معتمر وحاج يحب البيك😌. 

خالد القحطاني



Imran Creative

Imran Creative

هل تتمنى أن تكون ضمن الأربعين شبيهًا؟ 🧑‍🤝‍🧑

محمود عصام

بعد ثلاثة أيام من وفاة الفنان سليمان عيد، استضافت إحدى القنوات الفضائية رجلًا يشبهه تمامًا، وعرَّفته على أنه شبيه الفنان الراحل. قدّمت مذيعة البرنامج العزاء للضيف في وفاة نسخته الأصلية، والضيف بدوره ظهر حزينًا للغاية، وطلب أولًا قراءة الفاتحة على روح الفنان!

نقول في مصر: «يخلق من الشبه أربعين»، ويبدو مؤخرًا أن أي شخص مشهور في العالم له شبيه من هؤلاء الأربعين في مصر. فقد انتشر أشباه المشاهير بشكل جنوني. غير أن فكرة وجود شبيه للمشاهير ليست بالجديدة، فهناك قصة شهيرة عن مسابقة أُقيمت للعثور على شبيه تشارلي شابلن في عشرينيات القرن الماضي، وقد علم شابلن نفسه بالأمر فاشترك في المسابقة، لكنه حلّ ثالثًا!

إلا أن في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي ظل رواج ثقافة المؤثرين، وجد شبيهو المشاهير مسارات مضمونة للنجاح. فهم يستغلّون هذا التشابه لجذب المتابعين وتحقيق الربح من وجودهم على تطبيقات التواصل، حيث يمكنك بسهولة ملاحظة كمّ الحملات الترويجية والمشاهدات المليونية داخل حسابات هؤلاء الأشباه.

إذن أصبح الأمر تجارة مربحة. وهكذا، مع بزوغ أي نجم جديد في مجال الفن أو الرياضة، تجد حسابًا جديدًا لشبيه هذا النجم في محاولة مستميتة لجذب المتابعين. لكن كيف يحدث هذا؟ كيف يوجد دومًا شبيه متاح لأي مشهور؟

عمل المصوّر فرانسوا برونيل اثني عشر عامًا على تصوير أشخاص متشابهين إلى حد كبير بدون وجود رابطة بالدم بينهم، بل إنّ معظمهم ينتمون إلى جنسيات مختلفة. واستطاع برونيل بالفعل العثور على مئتي شخص متشابهين، وصوَّرهم في مشروع أسماه «أنا لست شبيهًا». وقد أثار هذا فضول عالم الوراثة مانيل إستيلر، الذي استعان ببرونيل من أجل التواصل مع هؤلاء الأشباه حول العالم.

أرسل المتشابهون للباحثين عينات جينية على شكل مسحات فموية، وأمضى الباحثون أربع سنوات في جمع البيانات الجينية وربطها بعضها ببعض. وجاءت النتيجة أن هؤلاء الأشخاص متشابهون حقًا لأنهم يتشاركون، بالصدفة، أجزاءً مهمة من تسلسل الحمض النووي. ولأنه لا توجد سوى طرق محدودة لبناء الوجه، فمع قليل من الحظ، ومع زيادة النمو السكاني، قد يجد أي شخص في العالم شبيهًا له.

حسنًا، ماذا لو وجدت بالفعل هذا الشبيه! تؤكّد علياء سليمان، مُحاضِرة الدراسات الثقافية في جامعة نيويورك أبو ظبي، ومؤلفة كتاب «الشبيه في عصرنا»، أنك لن تخاف من الأمر كما يعتقد البعض. إذ أنَّ فكرة التخوّف من وجود شبيه لك فكرةٌ أدبية قديمة، حيث يظهر دومًا الشبيه وكأنه يريد انتزاع هويتك.

غير أنَّ هذا قد تغيّر تمامًا في عصرنا الرقمي، فقد اعتدنا جميعًا على وجود هويات مزدوجة لنا: ذوات مادية وأخرى إلكترونية. لذا، فمع وجود نسخة أخرى من أنفسنا، لن نفكر أنها تسعى إلى سلبنا شيئًا ما، بل قد نرغب ببساطة في التقاط صورة سيلفي معها. وهذا ما يفسّر سعي الناس إلى البحث عن أشباههم عبر عدد من التطبيقات المصممَّة خصيصًا لذلك.

هناك رأي مخالف تمامًا لفكرة تقبّل وجود الشبيه. إذ يعتقد البعض، مثل الكاتبة أماندا بيتروسيتش، أننا نميل إلى اعتبار وجوهنا مميزة وتحمل العلامة الخاصة لأرواحنا، وأي شيء بخلاف ذلك سيكون إهانة لاستثنائيتنا البشرية المتأصّلة. وفي الواقع، يستحق أشباه المشاهير منا التعاطف، فهم يتحوّلون إلى أشباح نسخٍ أفضل منهم، ويستمدّون حب الناس من حبهم لتلك النسخ، ومن المؤكد أنهم في لحظة ما يشعرون في قرارة أنفسهم بخيبة الأمل.

بالعودة إلى شبيه سليمان عيد، فقد انتشر مقطع تأثّره بالوفاة مصحوبًا بتعليقات ساخرة. غير أننا لو تبنَّينا منظور هذا الشبيه للحظات، قد نجد حزنه حقيقيًا تمامًا، بل إنّ تلقيه العزاء في وفاة نسخته الأصلية لا يبدو أمرًا غريبًا. تخيّل أن تتخلّى طواعية عن هويتك، وتطمس عمدًا شخصيتك، طمعًا في الانتشار على وسائل التواصل مستغلًا تشابهك مع شخصية شهيرة. وإذ يموت هذا الشهير ويتركك دون مستقبل واضح.

قد ينتابنا الفضول لمعرفة إن كان ثمة أحدٌ على كوكب الأرض يشبهنا حدَّ التطابق. وقد نتقبّل وجوده أو نفزع منه، خاصة مع احتمالية وجود هذا الشخص بالفعل. لكن الأكيد أنَّ من المخزي التخلي عن هويتنا والتحوُّل إلى مجرّد أشباه لأشخاص آخرين، حتى وإن كان هذا معناه أن نكتسب أموالًا وشهرة، ويُطلَق علينا لقب مؤثّرين.


دفء اليقين بيوم عرفة

يبدو الحديث عن تحقيق الأمنيات في يوم عرفة مستهلكًا ومكرّرًا ولا جديد فيه. لكن الفرق، كل الفرق، أن تقرِّر أنت النظر إليه بنظرة أخرى تجعل من هذا اليوم يومًا جديدًا ليس مكرّرًا:

أن تنظر إلى دعائك يومها بنظرة اليقين. 

تلك النظرة التي تتكفَّل بتحويل كل وهم إلى حقيقة، وكلّ بعيد إلى قريب، وكل مستحيل إلى ممكن.

يذكِّرني هذا اليقين بالنبوءة المحقِّقة لذاتها، حين آمن عبدالرحمن الداخل -مؤسس الدولة الأموية في الأندلس- بنبوءة سمعها صغيرًا عن شخصٍ ينقذ حكم بني أمية من العباسيين ليقيمه مجددًا في الأندلس. كبر عبدالرحمن الداخل وترعرع واضعًا هذه النبوءة بين عينيه، مؤمنًا بأنه هو المقصود، حتى صارت حقًّا؛ وأقام مملكته في الأندلس قرونًا طويلة.

لا تُغفِل النبوءة المحقِّقة لذاتها أو يقينُ الدعاء الأسباب، ولا يجعل من الأسباب فرعًا وهي الأصل. لكنّها في الوقت نفسه فرعٌ مهم.

فحين كان الصحابة رضوان الله عليهم -وهُمْ أهل العمل والجهاد والاجتهاد- يخبّئون دعاءهم ليوم عرفة، فهذا لعِظَم ما رأوا من إجابات في ذلك اليوم. والأعظم أن المشركين كانوا يدعون الله بإخلاص في الضرّاء لعلمهم بأن الإخلاص هو سرّ الإجابة!

تأمّل واستشعر بإيمان قدسية هذا اليوم، حين يصبح الله تعالى أقرب إليك من كل شيء فقط لكي تدعوه ويباهي بك ملائكته!

كيف يمكن لأسباب اليقين كلّها أن تقترب منا ولا نقترب؟ أن تتجلّى في قدسية هذا اليوم، وما مضى في رحمة الأمس، وحسن الظن فيما هو آت؟

قبل أعوام، دعوت في عرفة دعاءَ واثقٍ بالإجابة، وأحب أن أقول دومًا أن هذا اليوم منذ ذلك العام هو يوم تحقيق أمنياتي فعلًا، فما دعوت دعاءً بعده إلا شهدته حقيقة خلال العام نفسه.

لن أكرر كلامًا استُخدِم كثيرًا لجلب تفاعلٍ أو مواكبة موجة، ولست من أهل ذلك أصلًا.

أؤمن فقط بأنَّ اليقين هو السرّ، اليقين الذي تدرك فيه أنّك لم تُسخَّر وتُهتدى إلى هذا الدعاء إلا لأن الإجابة قريبة، وواقعة، وأن رحمة الله وقدرته أقوى من كل الأسباب المنطقية والعوائق الدنيوية.

في يوم عرفة، دعنا نتعلَّم اليقين في استجابة الله.

🧶إعداد

أريج المصطفى


  • «من الضروري ألا نغفل عن التقاليد والأساطير التي حفظتها الأجيال فهي جوهر هويتنا. والفنّ، ليكون حقيقيًّا، ليس بحاجة إلى أن يشبه غيره. يكفي أن يشبهنا». تارا الدغيثر

  • ليه المعتمر والحاج يحب البيك؟

  • اليابان تمنع الآباء من تسمية أطفالهم أسماء «يَبَنْجيَّة».

  • بديهيات ابحث عنها في مديرك.

  • حال اللي يستخدمون قروك سنة 2055! 


نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+90 متابع في آخر 7 أيام