لماذا يصعب علينا المضي قدمًا
زائد: لماذا لم يخطف الذكاء الاصطناعي وظيفتك منك؟

لماذا لم يخطف الذكاء الاصطناعي وظيفتك منك؟
يقول جون برن-مردوخ من فاينانشال تايمز أنَّ «جي بي تي» -مع أشقائه من النماذج الذكية- وإن نجح في اختبارات الدكتوراه وبرع في كتابة المقالات الجامعية، لا يزال يعاني صعوبة بالغة في التعامل مع تعدد المهام!
فإن كانت وظيفتك تعتمد القيام بمهمة واحدة، مثل كتابة المحتوى والبرمجة، فأنت أكثر عرضة لأن يحل الذكاء الاصطناعي مكانك. وفي المقابل، الوظائف التي تتطلب القيام بمهام مختلفة في الوقت نفسه، مثل السكرتاريا والإدارة، فهي في مأمن. لماذا؟
يقول مردوخ إن السبب لا علاقة له بالمهارات العالية ولا الذكاء الخارق، بل بعجز الذكاء الاصطناعي عن استيعاب فوضى المهام وجداولها والتكيُّف مع تبدل الأهداف والأولويات والمزاجية وبيئة العمل. أي: كلما زادت الفوضى زادت صعوبة أتمتة الوظيفة، ومعها زاد أمانك الوظيفي.
خلِّي هذه المعلومة في بالك قبل أن تتذمر من تخبُّط مديرك في قراراته وإيكالك بمهام من كل حدب وصوب. 😁
في عددنا اليوم، أحلِّل الساعتين التي شاهدت فيها فلم (Sorry, Baby) وقت الدوام وأكتب لك عن صعوبة المضي قدمًا. وفي «خيمة السكينة» أشاركك «حكمة التوست» عن الهواجس المقلقة التي تنتابنا ونحن في وقت التأمل. ونودعك في «لمحات من الويب» مع اقتباس من آدم قرانت عن التسويف، وكيف سبق المسلسل الكويتي «الشريب بزة» أشهر فلم كوري في طرحه موضوع الطبقية. 📺
إيمان أسعد

لماذا يصعب علينا المضي قدمًا
خلال هذا الأسبوع، اتخذت قرارًا يخالف طبيعتي الوظيفية: قررت الترفيه عن نفسي في عز ساعات الدوام، ومشاهدة فلم على الآيباد! عرفت عن فلم «سوري، بيبي» (Sorry, Baby) من منصة «أكس»، بحثت عنه في أبل ووجدته متاحًا للاستئجار، فاستأجرته. بإمكاني مشاهدته مساءً، لكن خطر على بالي: ما الذي يمنعني من مشاهدته الآن؟
لا شيء يمنعني، سوى نغز الضمير الحيّ خلال المشاهدة، وتذكيره إياي بوصية والدتي لي دومًا بأن «أحلِّل معاشي» ولا أتوانى عن أداء مهامي. وشأن كل القواعد التي نعيش وفقًا لها، يسهل لنا إيجاد ثغرة قانونيَّة: سأحلل مشاهدتي الفلم بالكتابة عنه.
تدور قصة الفلم حول «آقنس»، أستاذة جامعية نجحت في حصولها على منصبها هذا بعد أربع سنوات من عملها في رسالة الدكتوراه، في الجامعة نفسها. ولا تزال تعيش في البيت المنعزل الذي قضت فيه حياتها كطالبة دكتوراه مع رفيقة سكنها وصديقتها المقربة «ليدي». يبدأ الفلم مع استقبال «أقنس» صديقتها «ليدي»، التي تركت المكان قبل أربع سنوات وواصلت حياتها بعد الدكتوراه في ولاية أخرى، حيث توظفت وتزوجت. وخلال هذه الزيارة تشارك «ليدي» خبر حملها، لترد «آقنس» بعد إظهار فرحتها بالخبر: «لكنك ستظلين تحبينني؟».
عدا أنَّ المسألة ليست مسألة تشبث بحب صديقة، بل تشبث بوجودها، وتشبث بعودتها السنوية إلى زيارتها. ذلك أنَّ «ليدي» جزء لا يتجزأ من هوية البيت الذي تشاركتاه، من المرحلة الزمنية التي لا تزال «آقنس» عالقة فيها، بإرادتها. و«ليدي» تدرك هذا الاحتياج لدى صديقتها، إذ تسألها: «لماذا لا تزالين هنا؟»
في بادئ الفلم، يسهل علينا إدراك «هنا» بكونها إشارة إلى البيت فحسب، لكن مع مرور الأحداث سندرك أنَّ «هنا» إشارة إلى الماضي؛ الماضي الذي يفترض به أن يُنسَى في حياة «ليدي» وألا يكون له وجود إلا في ذاكرتها البعيدة، إلا أنَّ صداقتها لآقنس تجبرها على العودة إليه وتذكر كل ما فيه.
في إشارة عابرة على مائدة عشاء جمعت الرفاق القدامى في مرحلة الدكتوراه، تقول «ليدي» إن جسدها يقشعر كلما مرَّت من المكتبة العامة في طريقها إلى «آقنس»، وكأنَّ جسدها يتذكَّر فجأة معاناتها في إنهاء الرسالة كما لو أنها تعيشها اللحظة. وهذه القشعريرة هي ملزمة بأن تشعر بها عامًا بعد عام، في رحلة العودة السنوية، بدل تلاشيها في عالم النسيان.
كلنا لدينا أصدقاء مضوا قدمًا عن صداقتنا، ولا بأس أبدًا في ذلك. فنحن أيضًا نمضي قدمًا عن صداقاتنا. الأمر ببساطة أنَّ كلًّا منا يمضي إلى فصل جديد من حياته - الوظيفة، الزواج، الإنجاب، الهجرة، تبدُّل في الشخصية والفكر- وهذا الفصل لا يتطلب بالضرورة وجود الشخصيات ذاتها من الفصول السابقة. لكن يحدث لدى بعض الناس أن يعجز الواحد منهم عن المضي قدمًا إلى فصلٍ جديد، بينما يرى أصدقاءه يمضون في حياتهم. ومع هذا المضيّ تتبدَّل أولوياتهم واهتماماتهم وأفكارهم، ومع هذا التبدُّل يعيش المتروك مزيجًا من مشاعر الحزن والفقد والخوف أمام واقع الهجران من جهة، وواقع بقائه حاضرًا حيًّا في ماضيه وطيفًا عابرًا في ماضي غيره.
هذا لا يعني أبدًا أنَّ العالق في ماضيه إنسانٌ فاشل. «آقنس» امرأة جميلة وناجحة ونالت منصبًا تعليميًّا مرموقًا في سنٍّ صغيرة، واكتسبت احترام كل من في الجامعة من أساتذة وطلّاب، إلى جانب حسد البعض من زملائها. وهذا ما يثير استغراب «ليدي» وحزنها على «آقنس»: أنها تتعمد إحاطة نفسها بكل ما يذكرها بـ«الحدث السيء» الذي تعرضت له، بدل المضي في حياتها بكل سهولة:
فإن كان مجرد مرورٍ على المكتبة العامة يذكِّر الجسد والعقل بمعاناة صاحبهما، فكيف بالجسد والعقل الذي لا يُسمَح لهما حتى بالنسيان؟
قد نجد الجواب في استدراك شخصية «آقنس» لدى تناولها شطيرة شهية بعد تعرضها لنوبة هلع مفاجئة في أواخر الفلم، إذ تقول للرجل الغريب الذي وجدها وساعدها وقدَّم لها الشطيرة: «أحاول فهم الشيء السيء الذي حصل لي منذ أعوام.»
وربما هذا هو سبب تفضيلها البقاء في ماضيها، هي تحاول فهم ما حصل لها، والتصالح مع تجربتها في التعامل معه ومسامحة نفسها. وإلى أن يحصل هذا، لن تمضي «آقنس» قدمًا في حياتها. غير أنَّ نهاية الفلم تفتح الباب على السؤال: وهل ستزورها «ليدي» العام المقبل؟ أم أنها أخيرًا ستطوي هذا الفصل من حياتها، وتتركه خلفها بكل من فيه؟

عملاؤك يستاهلون تجربة شراء سهلة وذكية.
توصيل لكل العالم، وتعامل بكل العملات، وربط مع مختلف التطبيقات، ومئات المزايا الأخرى التي تساعدك على توسيع نطاق تجارتك للعالمية. 🌎
سجّل في سلّة، وانقل تجارتك إلى المستوى الذي تستحقّه.


أين التوست؟ 🍞😡
أغلب محاولاتي مع التأمل ليست ناجحة، ويعود السبب في ذلك إلى اضطراري للصمت. إذ عادةً ما يعلو صوت الأفكار السلبية متى كنت صامتة. ولطالما ظننت أنَّ هذه الأفكار إنما تنبثق نتيجة خطأ أرتكبه في ممارسة التأمل، أو خطأ في شخصيتي وعقليتي، إلى أن سمعت حلقة من بودكاست (The Ezra Klein Show) مع المعالج النفسي والمتخصص في التأمل، مارك إبستين.
شارك إبستين في حديثه تجربةً مبكرة مرَّ بها مع التأمل لدى التحاقه بمخيم «صمت مطبق» لمدة خمسة أيام. وما بين الانعزال والصمت، يسهل على العقل السرحان في أبسط الأمور، ومن ضمن الأمور التي استغرق إبستين في التفكر بها تصوُّر وجبة الفطور في الصباح التالي. وقد تصوَّر الوجبة المعتادة من الأومليت وزبدة الفول السوداني مع شرائح التوست، لكن حين جاءت الصينية وجد الأومليت والزبدة ولم يجد شرائح توست (الخبز المحمص).
فجأة، استغرق عقله في هواجس حول التوست: لماذا لا يوجد توست؟ هل نسوا التوست؟ هل تناول النادل التوست؟ هل أحد النزلاء سرق التوست؟ ولم يستطع الاستمتاع بفطوره على الإطلاق.
استمرّ غياب التوست أربعة أيام، ولم يظهر إلا في صينية اليوم الخامس. وحين تناول التوست، شعر إبستين بأهمية وجود التوست ولذته. لكنه أدرك أيضًا ميل العقل البشري إلى الاستغراق في هواجس سلبية نوجهها بسرعة نحو لوم الآخرين على أي شيء يصيبنا أو يزعجنا، مهما كان بسيطًا، بدل تقبُّل ما يصيبنا ويزعجنا وتوجيه أفكارنا نحو التعامل معه بأفضل صورة ممكنة. وأنَّ هذه الأفكار السلبية ما هي إلا وسيلة دفاعية نفسية، تمنعنا عن المواجهة المباشرة.
وهذا هو المغزى من التأمل: ليس إصمات أفكارنا، بل اكتساب القدرة على تمييز السلبي منها، وتوجيه عقلنا إلى التفكُّر إيجابيًّا ومنطقيًّا بما يخص حياتنا، مع أقل قدر ممكن من لوم الآخرين ولوم أنفسنا.
إعداد🧶
إيمان أسعد

«قد يكون التسويف عدوًّا للإنتاجية، لكن قد يكون أيضًا منبعًا من منابع الإبداع.» آدم قرانت.
أنجزت «بَزِل» من خمسة آلاف قطعة! طيب كيف تفككها من غير ما تخربها؟
كيف سبق المسلسل الكويتي «الشريب بزة» الفلم الكوري (Parasite) في تعرضه للطبقات الاجتماعية
مرِّينا أنا وأصحابي وقلنا نسلم عليكم.

التطوُّر يزداد والاكتئاب يزداد.
كيف يوصلك التحرك السلطعوني إلى الترقية الوظيفية.


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.