في كل مباراة أذهب لتغطيتها دائمًا ما أقوم بجولة في منطقة الجماهير، للاستماع إليهم وفهم مشاكلهم والاستماع إلى آرائهم أيضًا. أخذت هذه الجولة بالأول بارك قبل مواجهة النصر والفيحاء وشعرت بهدوء غريب جدًّا، شعرت بأن المباراة ليست مهمةً والنصر بعيد عن صدارة جدول الترتيب.

تحدثت مع مشجع قال لي: «ياخي إحباط خسارة الكأس الأخيرة»، ربما ما قاله المشجع لي بهذه الجملة هو ملخص ما حدث، كثيرًا ما تعرضت جماهير النصر للإحباط خلال السنوات الأخيرة، واليوم هو امتداد لتلك الليالي وانعكاس لخسارة الكأس ولهذا السبب لم يحضر من الجماهير سوى  16242 مشجع فقط في ملعب الأول بارك، على الرغم من أهمية المباراة.

قبل ختام المؤتمر الصحفي الذي أقيم بعد المباراة، قال خيسوس مدرب الفريق في رسالة لمشجعي النصر: «أريد أن أوجه رسالةً لجماهير النصر خصوصًا عندما نلعب في ملعبنا، أحب مشاهدة ملعبنا ممتلئًا ونريد أن نشاهد ملعبنا ممتلئًا بـ 23 ألف مشجع، الرقم قليل وجماهير النصر تستطيع أن تملأه وفريقنا في المركز الأول، نحتاج لدعمكم خاصةً في ملعبنا. أطالب جماهيرنا بالحضور ودعم الفريق دعمًا قويًّا كفريقهم.»

ما قاله خيسوس صحيح، يحتاج النصر إلى مشجعيه بحماستهم وشغفهم في كل مباراة، لن يفوز الفريق بكل المباريات ولن يحقق الفوز في كل لقاء، ولكن إذا أرادت الجماهير لقب الدوري عليها أن تصنع من كل مباراة نهائيًا دون النظر لنتيجة المباراة السابقة.

تبقّى للفريق في بطولة الدوري 13 مباراةً على ملعب الأول بارك، ومن هنا يأتي لقب الدوري، عدد من المباريات سيكون شبيهًا بمواجهة اليوم أمام الفيحاء، وإذا احتاج الفريق شرارةً أو دفعةً للأمام فهما لدى المدرج في مباريات كهذه.

يعمل فرسان النصر بقوة منذ انطلاق الموسم بالتعديلات الجديدة التي حصلت، وعلى النصراويين مساعدتهم لخلق أجواء صاخبة وصعبة في ملعب الأول بارك إذا أرادت الجماهير الفوز بلقب الدوري.

حقق النصر فوزًا صعبًا أمام الفيحاء بالدقائق الأخيرة، وهذا الفوز جعل بداية النصر هي الأفضل للنادي في تاريخ دوري المحترفين بتحقيق سبعة انتصارات من أول سبع جولات في بطولة الدوري، ولم يفعل ذلك سابقًا إلا نادي الهلال ونادي الاتحاد وحينها حقق الثنائي اللقب.

نعم، خرج النصر من الكأس في ليلة محبطة جدًّا على ملعب الأول بارك، إلا أن الفريق لا يزال في سباق لقب الدوري، بل هو الفريق الذي يملك الأفضلية الآن. ويجب على اللّاعبين والمدرب والجماهير تحويل كل مباراة إلى مباراة نهائي والقتال معًا من أجل لقب الدوري.

هناك الكثير من المشاكل الفنية في فريق النصر، فعلى سبيل المثال: شكل الفريق بالضغط العكسي تراجع كثيرًا في آخر ثلاث مباريات، ومعدل صناعة الفرص قلّ مع امتلاك أكبر للكرة، هذه المشاكل كلها ستحل ولا شيء أجمل من ظهور المشاكل والفريق يحقق الانتصارات، لكي يعمل المدرب بكل هدوء بدون أي ضغط مؤثر في صناعة القرار.

ماذا قال مدرب النصر خيسوس في المؤتمر الصحفي ؟

يصل خيسوس مدرب فريق النصر إلى قاعة المؤتمرات الصحفية ورغم فوزه اتضح الغضب عليه، وأشار إلى عدم إقفال الباب الخلفي للقاعة بسبب قدوم مساعده الذي لم يصل حتى الآن.

قال خيسوس بغضب: «مباراة صعبة وهذا ما جهزنا له قبل المباراة ضد فريق ليس سهلًا، يملك مدربًا جيدًا ولديه 3-4 لاعبين ممتازين أعرفهم جيدًّا قدموا من الدوري البرتغالي.»

يكمل: «الشيء الإيجابي أن لاعبي فريقي آمنوا بالفوز حتى آخر الدقائق.»

يستدعي خيسوس مساعدة من طلب عدم إقفال الباب الخلفي من أجله، وبيده جهاز كمبيوتر محمّلة عليه صور لحالة ركلة الجزاء والتسلل في الهدف الملغي، لكنه مُنِع من عرض الحالات بسبب لائحة الدوري؛ ليتفهّم المدرب ويكمل.

قال: «ضربة الجزاء صحيحة ولا شك، ومتأكد أن بيدرو مدرب الفيحاء لم يشاهد ركلة الجزاء لكي يتحدث بهذا الشكل ويقول إنها غير صحيحة.»

يكمل: «هدف كومان أُلغِي بسبب الإذن وهذا مخزي، المخزي أن يلغي الحكم هدف ماني بسبب التسلل على الإذن.»

ويختم بعد ذلك بهدوء: «ولكن لعبنا ضد فريق ممتاز اليوم.»

كان خيسوس غاضبًا من تصريحات مدرب الفيحاء، الذي أقام المؤتمر الصحفي قبل قدوم خيسوس ويبدو أن خيسوس شاهد ما صرح به مدرب الفيحاء عن الحكم.

حول تغييراته في مركز الظهير قال خيسوس: «عند نزول أنجيلو في الشوط الثاني للمركز كان جاهزًا ذهنيًا ووصل بالعمق كثيرًا، وفي آخر 15 دقيقة أردت تغييره بسالم بسبب انخفاض مردود أنجيلو.»

يكمل: «بدأت ضربة الجزاء من سالم الذي خلق الفرص للركلة باستعادته للكرة. سعد الناصر مصاب وأيمن يحيى غائب لذلك يجب على المدرب أن يجد حلولًا من هذه الناحية.»

وقال عن رفع الخطوط إلى الأمام: «فريقي فريق مغامر ولهذا الفِرق التي أدربها تفوز، نحن نحتاج أن نغامر للأمام، ولكن في بعض الأحيان تُخلق المشاكل، لكن تفكيرنا الأول والأخير تسجيل أهداف، وقد تكلّف  هذه الفكرة استقبال أهداف أيضًا.»

يستكمل: «أنا ولاعبيّ نتحمل المسؤولية والأندية الكبيرة التي تلعب بدفاع متقدم تتحمل ذلك، من أقل دفاع استقبل أهدافًا في الدوري؟ النصر.»

يختم: «صحيح، وهذا شيء من ضمن المغامرة النصر الهلال برشلونة ريال مدريد يجب أن تكون مدربًا مغامرًا ويجب أن أغامر في هذه الأمور.»

قال: «من وجهة نظري الوسط أقوى خط في النصر، هناك لاعبون مميزون وهناك رونالدو ينهي الهجمات، لدينا بعض الصعوبات في العرضيات وماني ليس قويًا في الكرات الهوائية وفيلكس أيضًا لكنك لا تستطيع ملك كل شيء.»

قال صحفي سعودي بالمقربة من خيسوس لماذا أنت متوتر اليوم؟ يجيب خيسوس وهو يضحك «أنا دائمًا متوتر.»

وعن سبب عدم تبديل كريستيانو رونالدو أو إراحته قال: «رونالدو لاعب كبير ويعرف جسمه جيدًا يعرف متى يريح جسمه ويطلب تغييرًا، وأنا أفكر بإراحته في آسيا، هناك مباريات لا تستطيع إراحته لأنه كريس، وهارون لا يستطيع تعويض كريس وبعض الأحيان نضحي بوجوده بمستوى أقل، لكن وجوده مهم كثيرًا.»

ينهي المنسق المؤتمر الصحفي ليطلب خيسوس أن يتحدث عن أمر ما ويطلب من الجميع الجلوس.

قال خيسوس:«أريد أن أوجه رسالةً لجماهير النصر خصوصًا عندما نلعب في ملعبنا، أحب مشاهدة ملعبنا ممتلئًا ونريد أن نشاهد ملعبنا ممتلئًا بـ 23 ألف مشجع، الرقم قليل وجماهير النصر تستطيع أن تملأه وفريقنا في المركز الأول، نحتاج لدعمكم خاصةً في ملعبنا. أطالب جماهيرنا بالحضور ودعم الفريق دعمًا قويًّا كفريقهم.»

ماذا قال مدرب الفيحاء بيدرو إيمانويل في المؤتمر الصحفي ؟

يدخل بيدرو إيمانويل مدرب فريق ‫الفيحاء‬ إلى قاعة المؤتمرات الصحفية بكل هدوء، لم يكن غاضبًا وهذا أمر طبيعي في لغة جسد المدرب الذي لا أتذكره وصل في يوم إلى القاعة وهو غاضب.

بدأ حديثه بكل هدوء: «أنا موجود هنا لأنكم تستحقون الاحترام، سأتحدث عن الأمور الفنية فقط، لأن ما حدث غير لائق لصورة الكرة السعودية.»

يكمل: «أتينا هنا للعب أمام فريق بالمركز الأول، لديه أحسن خط هجوم ولديه النقاط كاملة.»

يكمل: «شاهد الجميع من الشوط الأول ما يمكننا تقديمه، كانت لدينا فرص تسجيل وكنا نستحق أكثر من المباراة، قدم اللاعبون مباراةً رائعةً وقاتلوا في المباراة بشخصية قوية وأحرجنا النصر في الدفاع وصنعنا فرصًا كثيرةً حتى قبل تسجيل النصر، كنا نستطيع تسجيل الهدف الثاني.»

قال: «لا أحد منّا سيتذكر ما حدث اليوم تحدثت أنا مع اللاعبين، قدم اللاعبون مباراةً رائعةً وخرجنا بصفر نقاط والدوري تنافسي بشكل كبير، ولو كان الحظ معنا لاختلفت النتيجة.»

قال أيضًا: «أنا أعطي تحليلًا فنيًا للمباراة، قدمنا اليوم للفوز بالمباراة وسجلنا هدفًا وكنا نستطيع الفوز بالمباراة، لكن هناك قرارات خارجة عن إرادتنا، حتى آخر لحظة في المباراة ركزنا ولم نفقد الانتباه.»

يكمل: «ما حصل في آخر المباراة حاجة خارج نطاقنا وأتصور أن النصر لا يحتاج لهذه الأمور الخارجة عن النطاق.»

يستكمل: «فريقي اليوم استحق الفوز وعملنا في الميدان وفق إمكانيات الفريق.»

قال: «تقنية الفديو نفسها التي استدعت الحكم اليوم، فعلت ذلك أمام الاتحاد ودائمًا يحدث ذلك لنا.»

يكمل: «أنا فخور بفريقي وشاهد الجميع ما يستطيع تقديمه فريقي على أرضية الملعب، نستحق احترام كل الفرق، وأنا لم أشعر أن هناك احترامًا لنا اليوم.»

يكمل: «عندما ذهب الحكم لمشاهدة التقنية عرفت أنه سيأخذ 3-4 دقائق وعرفت أن القرار ضدنا، هذه صورة يجب أن لا تظهر في دورينا، لدى النصر فريق كبير ولاعبون مميزون ولكننا الأفضل اليوم.»

يختم حديثه: «لعب النصر بشكل سلبي وهو يملك الكرة، لأن لاعبيّ عملوا مباراة كبيرةً ونجحنا في الحد من خطورتهم.»

آسف، لن ننسى ذلك يا بيدرو إيمانويل

قال مدرب الفيحاء في المؤتمر الصحفي بعد المباراة مشيرًا إلى أداء فريقه: «لا أحد منا سيتذكر ما حدث اليوم»، آسف يا بيدرو إيمانويل لن ننسى ذلك، نعم لم تخرج بتعادل أو فوز يسجل بالتاريخ ويتذكره الجميع، ولكن فريق الفيحاء سجّل احترامه بقوة في كرة القدم السعودية.

يسير نادي الفيحاء في طريق ليثبّت أقدامه كأحد الركائز الأساسية في دوري روشن، وهو في السنة الخامسة على التوالي في الدوري منذ هبوطه الأخير ثم صعوده.

قبل المباراة أشار الكل إلى قوة الفيحاء وانطلاقات سكالا التي أصبحت شهيرة في الدوري وتخيف الأندية الكبرى قبل المتوسطة والصغيرة، لن ننسى ما قدمه الفيحاء يا إيمانويل ولك مني هذا الوعد في المتبقي من الموسم.

ظهر الفريق اليوم برغبة عالية وقتالية كبيرة والأهم من ذلك كله، ظهر بخطة عمل واضحة في أثناء المباراة وكان قريبًا من الخروج بشيء، شكل الفريق الدفاعي اليوم وتحولاته الهجومية صورةً رائعةً وأعطى الفيحاء اليوم متابعي كرة القدم السعودية مباراةً عالية التنافسية.

يحتاج الدوري السعودي كثيرًا لأندية مثل الفيحاء ومدربين مثل بيدرو إيمانويل، يقدمون أنفسهم بصورة رائعة ويقاتلون على فرصهم ويحاولون تقليص الفوارق الفنية والمالية مع خصومهم ويعملون في كل مباراة وفق خطة مجهز لها.

لن ننسى يا بيدرو إيمانويل، كانت ليلة رائعة لكم كما هو الحال في مواجهة الاتحاد قبل أسابيع.

رونالدو يوجّه أنظار العالم للدوري مرةً أخرى 

952 هدف، 48 هدفًا فقط على الرقم 1000. لحظة خالدة في تاريخ كرة القدم، وكل ما نريده أن تسجل هذه اللحظة في تاريخ الدوري السعودي، لا نريدها من منتخب بلاده أو البطولة الآسيوية، نريدها فقط في دوري روشن، وتستحق الكرة السعودية أن تسجل هذه اللحظة في سجل دوريها الذي يحتاج إلى مثل هذه اللحظات.

في احتفاله بالهدف الثاني، لم ينسنا كريستيانو رونالدو في تلك اللحظة، التقط «العقال» ووضعه على رأسه ورقص على طريقة العرضة السعودية وعلى أنغام الأغنية التي تتردد عادةً عند كل هدف للنصر «أنت أول عالمي أول بطل.. أنت فارس نجد تاريخ وفعل.»

لحظة امتزج فيها التراث السعودي عبر «العقال» الذي يعد رمزًا وطنيًا سعوديًا، مع البروتوكول الرسمي للاحتفالات، مع شعار نادٍ سعودي وملعب سعودي؛ لينتج لنا قوةً ناعمةً شاهدها 12 مليون مشاهد حتى هذه اللحظة في منشوره فقط على موقع «إكس» ولم نحسب المواقع الأخرى والحسابات الأخرى.

أصبح الدوري السعودي اليوم قوةً وطنيةً لا يمكن الاستهانة بها، ولا تزال هذه القوة في توسّع وتطور مستمر لتصل للهدف الذي نريده وهو الدوريات الخمس الكبرى، وعندما نصل إلى ذلك الهدف، سنقول للأجيال القادمة أن كريستيانو رونالدو أحد أهم ثلاثة لاعبين في تاريخ اللعبة مر من هنا، مر من دورينا وسجل واحتفل وسنقول -بمشيئة الله- إنه سجّل هدفه رقم 1000 هنا في دوريّنا.