لماذا اخترت صناعة الأفلام؟

لا تختلف أفلام «فلان» كثيرًا عمّا أحب، فهي انعكاس حقيقي للحياة، نرافق فيها شخصيات الأفلام خلال اليوم، ونستمع إلى حكاياتهم.

بدأت أُولى محاولاتي في التصوير من قريتي قبل ما يقارب عشر سنوات، كنت شغوفًا جدًّا بتصوير كل ما أراه أمامي، وبتجربة العديد من أنواع التصوير، إلى أن وقعت في حب التصوير الوثائقي للّحظات الإنسانية. طبيعة منطقة عسير فاتنة، ولكن لم أكن أتقبل صور الطبيعة إلا بوجود الإنسان فيها، واستطعت أن أحاكي مشاعري وقت أخذ الصورة في توقيتها وزاويتها. وبعد سنوات بدأت في صناعة الأفلام، وشعرت بأني قادر على سرد مشاعري سردًا أوسع وأوضح للمُشاهد، بدءًا من حركة الكاميرا إلى الموسيقا إلى تسلسل اللقطات.

ومن هدوء القرية، أحببت اللقطات الطويلة التي تتشرب عين الجمهور ومشاعره وسرد القصة عن طريق اللقطات أكثر من الكلام، ولضعف إمكاناتي في البدايات، فقد تعوَّدت أن يكون ضوء الشمس رفيقي الدائم في أفلامي، وأن أكون مكتفيًا بما لديّ من إمكانات. وجدت في الأفلام الوثائقية الحياة كما هي تمامًا، وأصبحت كاميرتي عيني الثالثة في كل عمل، وكان فلمي الأول عام 2017 «يوم في قريتي».

يوثِّق هذا الفلم روتين القرية من منظوري، من شروق الشمس إلى بزوغ القمر، وعند متابعتي للفلم قبل مدة استوعبت أن بعض المشاهد لن تتكرر، وبعض الأرواح قد انتقلت إلى باريها، ولم يبقَ سوى سيرتهم الطيبة وهذه المشاهد، شعور مهيب يحثني اليوم على إتقان كل فلم أعمل عليه وإعطاء كل لقطة حقها ووقتها.

واليوم مع ثمانية، أعمل على إخراج وتصوير أفلام «فلان». ومع أول أفلامنا «فنجال الشمال» انطلقنا أنا وثامر السنيدي -منتج «فلان»- إلى مدينة الكرم «حائل»، قضينا فيها يومين مذهلين مع شخصية الفلم الرئيسة، إبراهيم «أبو يوسف»، الذي يشرف الآن على المصنع الوحيد من نوعه في الشرق الأوسط المختص بدلال القهوة. أحببت أن أسرد الفلم بطريقة جديدة لا تقتصر على تسلسل اليوم الزمني، بل على الأحاديث وارتباطها ببعض من مكان إلى آخر. 

لا تختلف أفلام «فلان» كثيرًا عمّا أحب، فهي انعكاس حقيقي للحياة، نرافق فيها شخصيات الأفلام خلال اليوم، ونستمع إلى حكاياتهم وكل ما يريدون قوله، لنجسدها في قصص قصيرة ملهمة. 

النشرة السرّية
النشرة السرّية
أسبوعيّة، الأحد منثمانيةثمانية

ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.