التنبيهات، زميل ثقيل الدم
تصلني التنبيهات في أي ساعة من اليوم. أناس يراسلونك في الصباح وآخرون بعد منتصف الليل. وكوني «الواد الجديد» فقد حرصت على الرد فورًا.
لأكثر من عقد، كنت من جماعة (9 إلى 5) المبروكين الذين يزاحمون الناس في إشارات المرور، حاملین أكياس سندويشات الكبدة أو الطعمية إلى المكتب، حتى انضممت إلى ثمانية. معها بدأت تجربتي الحقيقية في العمل المرن عن بعد الذي أربك حياتي.
في الأشهر الأولى، كرهت نقطة التنبيه الحمراء التي تظهر على منصة بيسكامب، بل كنت ألعنها ليل نهار. ومع كل رقم يضاف إلى عدد التنبيهات التي عليَّ مراجعتها يتصاعد قلقي. ورغم تحديد دستور ثمانية وعقدها فترة الدوام بثمان ساعات أحسست أني أعمل طوال الوقت.
تصلني التنبيهات في أي ساعة من اليوم. أناس يراسلونك في الصباح وآخرون بعد منتصف الليل. وكوني «الواد الجديد» فقد حرصت على الرد فورًا كي لا أتهم بالتقصير والإهمال. لكن بعد بضعة أسابيع صرت ألعن كل تنبيه يصلني. بل مرَّت أوقات كرهت فيها العمل حدَّ حذف بيسكامب من هاتفي، لأعود وأحمَّله بعد ساعات ما إن تهدأ أعصابي.
اكتشفت لاحقًا أن الروتين الذي هربت منه أصبح منقذي. فحددت ساعة بدء العمل وانتهائه، تمامًا كالدوام العادي، وحاولت الالتزام به. كذلك منعت وصول تنبيهات بيسكامب بعد انقضاء ساعة الدوام كي لا تقاطعني في وقتي الخاص.
ساعدني وجود هذه الحدود على دفع نفسي لإنجاز المهام. فحين تعرف أن هناك موعدًا نهائيًّا لتسليم العمل المطلوب ستلتزم به قدر الإمكان. كما نظَّمت هذه الحدود جدولي العائلي، فأصبح معروفًا لدى زوجتي وأفراد أسرتي متى أعمل، فيمتنعون عن مقاطعتي خلال تلك الأوقات مما يساعدني أكثر على التركيز.
أحببت عودتي إلى الروتين، وقلل من كرهي للتنبيه الأحمر الذي تعلمت التعايش معه كزميل عمل ثقيل الدم، يختفي نهاية وقت الدوام ثم أراه صباح اليوم التالي… وألعنه.
ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.