نغلط ونتعلَّم

قال لي عبدالرحمن أبومالح أن مساحة الخطأ واردة مع كل عمل ننتجه في ثمانية، ونتفهم ذلك، لكن ما لا نفهمه هو اللامبالاة بعد الخطأ.

أن تقف على هرم خبراتك وتراكم سنوات مجال عملك، ثم تعتقد أن أخطاءك واختلاف الآراء معك أزمةٌ حقيقية تعني أنك فاشل، فأنت هنا فعليًا تضع نفسك خارج سياق العملية الإبداعية. والأفضل لك العمل في مجال آخر يتطلب الإنتاج ضمن كتالوگ موحَّد لا يمكن الخروج عنه.

فالفضول شرارةُ العملية الإبداعية، الدافع الحقيقي للتجربة والمحاولة والاستماع للآخر، لأخذ الآراء والتأهب ومواكبة كل جديد. الفضول يعني أن تهيأ لك مقعدًا في صف المتعلمين بأعين تلمع لكل معلومة جديدة بلا مكابرة. وبالنتيجة لا بد أن تكون متصالحًا مع فكرة امتلاء عملك بتجارب قد تكون مُستهلكه، مُكرره أو خاطئة حتى تصل إلى التجربة النهائية الرائعة.

أتذكر حديث عبدالرحمن أبومالح في المقابلة الوظيفية حين قال لي أن مساحة الخطأ واردة مع كل عمل ننتجه في ثمانية، ونتفهم ذلك، لكن ما لا نفهمه هو اللامبالاة بعد الخطأ، وعدم وجود رأي ودافع خلف هذا الخطأ. اعتقدت حينها أن الفكرة إلى حد ما مجرد شعارات مثالية تُسرد على موظف جديد وسوف تتبدد في العمل الفعلي. 

لكن ما أراه اليوم في بيئة العمل أنَّ ثمانية مساحةٌ آمنة للتجارب وللخروج عن السياق ولتجارب بديعة أو حتى تجارب خاطئة. لكن التعامل الذكي في التجاوب مع الأخطاء يخلق في داخل كل موظف مسؤولية التزام معيارٍ حقيقي في تقييم عمله، نوعًا من الإحسان الذي يمثل أعلى قيم دستور ثمانية

لذلك لو اخترت وضع ملصقٍ يظهر أمامي كل مرة يُرفض لي نموذج عمل أو أفشل في الوصول إلى نتيجة معينة سيكون ملصقًا برَّاقًا تتوسطه كلمة «نِتعلّــــم»، بالمد والشد على اللام، تطبطب على شعور الإحباط، وتذكرني برفاهية الخطأ والتعلم منه.

النشرة السرّية
النشرة السرّية
أسبوعيّة، الأحد منثمانيةثمانية

ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.