سأمحو دائرة الراحة من حياتي
الانتقال قدمًا من نقطة إلى الثانية وتعلُّم الخبرات الجديدة أمورٌ لا يكتسبها من يحصر نفسه في دائرة الراحة.
أحضر هذه الأيام على منصة ماستر كلاس «الاتصال الفعّال والحقيقي» لروبن روبرتس. تقول روبرتس:
أنتِ خائفة من المغامرة خارج دائرة راحتك، أولسنا جميعًا مذنبون بذلك؟
قد تكون عبارة مستهلكة، غير أنها تؤثر بي كلَّ مرة.
فأنا أشعر بالأمان داخل دائرة راحتي، ولا أحب تجاوزها؛ مما يدفعني إلى ركل الفرص الجديدة وكل ما يساهم في تطوير مهاراتي الشخصية والعملية. ترعبني المهام الجديدة كونها تحتاج وقتًا لمحاولة فهم آلية التنفيذ، وترعبني الاجتماعات الوظيفية لكونها تتطلب جهدًا جبارًا في المشاركة والتعاطي المباشر مع الآخرين.
اكتشفت هذا البؤس عندما أُسندت لي مهمة ضمان تنسيق النشرة السرية تحديدًا والتأكّد من جاهزيتها قبل يوم الأحد. فتحت ميل تشيمب حتى أطبّق بعض ما تعلمته لأتفاجأ بمدى تعقيد المهمة. الصور لا تظهر بالمقاس الصحيح، نحتاج أكوادًا برمجية لتصحيح الأخطاء، ماذا لو أرسلتُ خطأً ما على بريد الآلاف من أصدقاء ثمانية؟
هكذا، قبل أول تجربة إرسال، صوَّر لي عقلي أسوأ السيناريوهات الممكن حدوثها. لكني أدركت أنها استراتيجية سرية للبقاء ضمن دائرة الراحة والمهام المعتادة.
اتخذت استراتيجية مختلفة. تأكدت من ترتيب وقتي لأحصل على وقت كافٍ لآداء المهام الجديدة، حتى يخف الضغط والتوتر المتراكم لا من إنجاز المُهمة فحسب بل تنفيذها بإتقان. ومع الوقت بدأت أتنفس خارج الدائرة وصرت شخصية مختلفة تحاول هنا وهناك، وتزعج هذا وذاك، وتشرح بنفسها دروسًا بشغف، تستمع وتكتب وتنسّق بدقة، وتتعلم الجديد يوميًا.
هذا التناغم في الأداء لا يأتي فورًا مع تولي المهام الجديدة، لكنه حتمًا يأتي! وهو ما يجعلني أرغب بمحو هذه الدائرة من حياتي كليًا. فالانتقال قدمًا من نقطة إلى الثانية وتعلُّم الخبرات الجديدة أمورٌ لا يكتسبها من يحصر نفسه في دائرة الراحة.
ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.