صفر نقد صفر تطوُّر
قد يثير فيك الانتقاد مشاعر الغضب والإحباط، وقد يصل الأمر بك حدَّ التشكيك بما تستطيع فعله، لكن الأمر يعتمد عليك في تعاملك مع النقد.
يصف المخرج وكاتب السيناريو ستيفن نايت عمله مع بي بي سي بقوله:
هم يتركونك وشأنك، يعطونك صفر ملاحظات، العمل معهم كأنك في إجازة.
لا أعلم إن كان ينتقدهم أو يمتدحهم هنا، لكن سبق أن عملت في مشروع يطبق تلك القاعدة. ومن تجربتي أكاد أقول إنني لم أتطور نهائيًّا.
فالنقد البناء، عدا أنه يطورك، يدفعك لتقديم أفضل ما لديك حتى تقلل من هذا النقد. يحفزك على ممارسة النقد الذاتي على عملك لترى كل الثغرات فيه وتصل به إلى الشكل الأفضل. الشكل الذي تستطيع الدفاع عنه حتى إن اُنتقد لاحقًا.
فعملية النقد الذاتي التي تمارسها على نفسك ويخلقها وجود جو من النقد البناء، تحررك من الخوف من الانتقادِ نفسه. وهكذا تصبح دومًا مستعدًا لمواجهته ومناقشته وتقبله. وأقصد في النقد الذاتي مقولة كتبها بول شريدر في أحد أفلامه:
إذا كتبت عن نفسك، تخلَّ عن مشاعر الرحمة.
عدا أنني هنا أقتبسها وأصف بها نقدك الذاتي فيما يخص أعمالك الإبداعية.
في بيئة ثمانية وجدت النقد، عندما تقدم فلمًا ستنتقده أسيل باعبدالله وتطلب الأفضل. وعندما تقدم مسودة بودكاست ستنال سحر سليمان منها، وتطلب منك الأفضل. كل من في ثمانية يرون النواقص ويخبرونك بها مباشرة.
قد يثير فيك الانتقاد مشاعر الغضب والإحباط، وقد يصل الأمر بك حدَّ التشكيك بما تستطيع فعله، لكن الأمر يعتمد عليك في تعاملك مع النقد.
هل تعيش مع تلك المشاعر وتبقى «غير قابل للتطور»، أم تدفع دائمًا بأفضل ما لديك وترى الجوانب الناقصة وتتقبل كل ما يحتاج التطوير فيها؟ تتعلَّم كيف تناقش ما أنت مقتنع به حتى بعد ممارستك النقد الذاتي الكافي على عملك.
ليست المأساة في نظري أن تخطئ أو تكتب شيئًا غير جيد، فهذا يحدث مع الكل. ولكن المأساة ألا تتقبل فكرة التطور.
والأهم أنَّ في ثمانية لا ينتقدون عملك وحسب، بل هم أول من يشيد به، وأول من تسمع منهم الآراء الجيدة، خصوصًا المكلفين بنقد العمل وتطويره. هذا الأمر يخلق بيئة متوازنة تكون فيها قابلًا دومًا للتطور وتقديم الأفضل، حيث تشعر بأن من معك يريدون رؤية أفضل ما لديك، وأنهم أول من سيسعد بنجاحك.
ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.